مساحة إعلانية

الزند ما بين الزلة والإقالة ..من أريام أفكاري د.عاطف عتمان

عاطف عبدالعزيز عتمان مارس 14, 2016





حديث الساعة إقالة وزير العدل المستشار أحمد الزند وأحاول أن أخاصم هوى نفسي وأتناول الأمر بشيء من الموضوعية فما يرتاح إليه ضميري أن تعديه على مقام النبوة زلة لسان وهذا لا يمنع الغضبة والمحاسبة بالإقالة على أقل قدير ، ولكن ربما لو كانت الزلة من غيره لمرت مرورا أسهل مما حدث لأننا للأسف لا نملك ميزان واحد بل كعادتنا وخاصة في السنوات الأخيرة ومع الشرخ المجتمعي نكيل بألف مكيال حسب الهوى ونطبق المثل حبيبك يمضغ لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط .

الزند لم يكن يوما ضد تغول السلطة التنفيذية على القضاء ولم يقف يوما ضد تزوير الإنتخابات وحول ذمته شبهات أثارتها جهات رقابية رسمية وله من المواقف والتصريحات البشعة والتعدي حتى على القضاء ما يجعل إقالته أبسط تهدئة بل إن تعينه من الأساس إهانة لكل الدماء التي سالت من أجل هذا الوطن .

قضية الزند سلطت الضوء على أزمات فكرية ومجتمعية في غاية الخطورة وأخطرها إنجرار بعض المتحمسين للتكفير العيني للشخص وتلك كارثة الكوارث فلا يحق التكفير العيني للعلماء فضلا عن الأفراد وتسليطهم على بعضهم البعض بسيف التكفير ولو لنصرة النبي ، فالنصرة الحقيقية هي إلتزام المنهج النبوي وسأقولها لنفسي صريحة لقد تملكني الهوى كراهة لسلوك وتاريخ هذا الرجل الذي كلما رأيته رأيت القبح حتى في تقعره ومحاولة اللعب بالألفاظ وإظهار تقوى لم نرى منها شيئا مع إحترامي للشخص فأنا معني بالسلوك والمواقف  ، وتلقفت نفسي زلة لسانه كما قال هو وإستغفر عنها ولا أملك إلا ظاهر قوله وهذا لا يقلل من خطيئة أزهري ومسؤول بحق المقام النبوي ، وإقالته أقل ما يستحق لكن دون تكفير أو تشفى أو المزايدة بمحبة النبي صل الله عليه وسلم .
وهنا نؤكد على خطورة التطرف والتطرف المضاد وسحب الخصومات إلى ملعب التكفير والتخوين ومع أن السيد الزند من أبطال التخوين والتحريض والهدم المجتمعي إلا أن الإنصاف في الخصومة قمة النبل .
وبعد إقالة الزند وضح الشرخ جليا ما بين مؤيدي ومستحسني تدخل الرئاسة وبين خصوم الرئاسة والذين لا يقبلون منها أي تصرف وبين مؤيدي الزند ولو على حساب الدولة 

تحية إجلال للرئاسة بإستجابتها بتنحية الزند فقد سلطه الله على نفسه جراء مواقفه وتصريحاته
 
المعضلة الأخرى سخافة شماعة الإخوان التي باتت بلا طعم فهي تهمة جاهزة لكل صوت يخالف القطيع وشماعة لم تعد تتحمل سخافات ما يعلق عليها فكفى إستخفاف بالعقول ولنضع كل شيء في حجمه وندرك حقيقة وحجم المأساة حتى نجد سبلا للخروج .



المعضلة الأخرى هو إزدواج المعايير وإستمرار ضياع قيمة العمم فما بين عمم سنت أسنانها لتصفية الخصومة دون الإنضباط بالضوابط الفقهية وعمم تساهلت في مقام النبوة لأن صاحب الخطأ من السادة وربما يزورون موائده أو يخشون مصيره .

فماذا لو صدر ما صدر عن الرئيس المعزول وماذا لو تجاوز الزند بحق الرئيس الحالي؟

أسئلة توضح عمق الأزمة المجتمعية وعلى رأسها أزمة المعممين والنخب .


وإستمرارا للإزدواجية ترى البعض من دعاة الوطنية والحفاظ على الدولة يجعلون من الزند دولة ويخالفوا كل أقوالهم.

ولقد كشفت الأزمة عورة السفسطة وكيفية توجيه الرأي العام عبر سوفسطائيين كالحي الوجوه ، وإنفصال الكاميرات عن الشارع وممارسة سحر التخييل والتمثيل بمهارة .

السيد الزند لا يليق بأي حال من الأحوال ببلد دفع الضريبة دم ومال ومعاناة من أجل غد أفضل وليس من أجل تربع أبشع وجوه الماضي ولكن ذلك لا يبرر التكفير أو المتاجرة بمقام النبوة فالفصل بين الموقف السياسي والقانوني وبين موقف الشريعة التي يستتاب فيها المرتد إن كان هناك حد ردة من الأساس والتوبة مفتوحة لمن جحد وتاب أو زل لسانه وأناب ، وكان على السيد الزند إحترام مشاعر الناس والإعتذار والإستقالة ولكن ربما كانت الإقالة هي قدره .
خروجا من دائرة الأشخاص نقف أمام قنبلة التكفير والإزدواجية من الجميع إلا من رحم ربي وحالة الشرخ المجتمعي وتصدر أنصاف الرجال وضعاف العقول مما يقودنا إلى نهاية ربما يعجز مثلي عن تغيير مسارها وكل أمله بعد المحاولة أن يصلها هابيل وليس قابيل ، فهل نحلل ونقيم الواقع لنضع الحلول أم نواصل السير للمجهول ؟



مشاركة
مواضيع مقترحة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام